الجمعة، 4 سبتمبر 2015

والد الطفل السوري الغريق: لا بأس إن كانت زوجته وأطفالي ثمنا ليستيقظ العالم

كشفت تيما كردي عمة الطفل السوري إيلن الذي وجدت جثته الغارقة على أحد الشواطئ التركية أن والدته كانت ترفض فكرة الذهاب إلى قبرص عن طريق البحر خاصة أنها لم تكن تعرف السباحة.
وقالت عمة الطفل في مؤتمر صحفي بمدينة فانكوفر الكندية: "تحدثت إلى ريحان "والدة الطفل" في الهاتف قبل أسبوع وأخبرتني أنها خائفة من الرحلة لأنها لا تعرف السباحة وأنه إذا حدث شئ فإنها لن تستطع التصرف. لكنهم قرروا الذهاب رغم ذلك ".
وتعيش تيما كردى في كندا وكانت تتنظر أن تنضم إليها أسرة شقيقها -  المكونة من أخيها وزوجته وطفلين إيلان وغالب - بعد أن أرسلت لهم ثمن رحلة العبور التي كانت الخيار الأخير بعد أن رفضت كندا طلب دخولهم البلاد، وذلك بحسب صحيفة "دايلي ميل" البريطانية.
وبعد غرق ولديه وزوجته، قرر عبد الله كردي العودة إلى كوباني في سوريا لدفنهم رغم توسلات شقيقته. قالت تيما: "أخاف على سلامته لا أريده إن يذهب إلى كوباني بعد ما حدث لكنه مصر. إنه يقول إن تركيا ليست بلادنا وإنه يريد دفن أولاده حيث ولدوا مضيفا أنه سيظل بجانب قبورهم حتى يموت".
وقالت تيما إن أخيها سعيد أن جثه ابنه الغريق جعلت العالم ينتبه إلى مأساة اللاجئين السوريين، حيث قال: "لا بأس إن كانت زوجته وأطفالي ثمنا ليستيقظ العالم. لا بأس. إن كان مقدرا لذلك أن يحدث بتلك الطريقة فلا مفر".
جثه الطفل الغريق إيلانجثه الطفل الغريق إيلان
ووصف عبد الله لأخته كيفية وقوع الحادث، حيث قال: "كان البحر هادئا في البداية لكن بدأت الأمواج تعلو، أخبرني المهربون أن ذلك أمرا عاديا ,ان الرحلة ستكون أمنة، لكن فجأة جاءت موجة كبيرة وقلبت القارب. تمسكت بطفلي بكل قوة لكن اكتشفت أنهما ماتا، فيما كانت جثة زوجتي طافية منتفخة لدرجة أني لم اتعرف عليها".
يذكر أن إيلان كان يبلغ من العمر 3 سنوات فيما كان غالب في الخامسة من عمره.
وقال عبد الله لأخته: "الآن العالم كله يشاهد قصتي. أين كان العالم عندما كان أولادي جوعى وعندما فشلت في الحصول على أي عمل؟"
وكشفت تيما أن أخيها قد يكون معرضا لصدمة أخرى إذ أن واحدة من أخواته البنات مفقودة أثناء محاولتها العبور ولا يعرف مصيرها حتى الآن.
عبد الله كردي والد الطفل إيلان
وقالت تيما إنها تشعر بالذنب الشديد لأنها من أعطت أسرة أخيها الأموال اللازمة للقيام بتلك الرحلة المشئومة لكن أخيها قال لها: "لا يجب أن تشعري بالذنب. أنت فعلت ذلك لأنه لم يكن هناك طريقة أخرى للدخول إلى كندا".
وكانت السلطات الكندية قد رفضت طلب أسرة عبد الله كردي بالدخول لأنهم لم يكن معهم وثيقة خروج من تركيا، كما اعترضت السلطات على أنهم ليس معترف بهم دوليا كلاجئين.

يذكر أن 12 شخصا - من ضمنهم 8 أطفال - غرقوا بعد أن انقلب بهم قاربين بسبب الأمواج العالية.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More